فريق الرجاء و مشاكله مع تهجير اللاعبين نحو الاندية الخليجية

من طرف **المدير** 2011-09-12, 16:36

منقول من موقع البطولة كوم لفائدته

قد تكون هذه السنة سنة سوداء على فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، فبكل
بساطة.!؟ مشاكل الرجاء لا تنتهي. بدء من سلسلة النتائج المخيبة والإقصاء من
عصبة الأبطال، مرورا بموجة الغضب التي اجتاحت جماهير الفريق، وآخر المشاكل
التي طفت على سطح البيت الأخضر، قضية تهجير لاعبين من الناشئين إلى دول
الخليج، والأدهى أن ذلك تم دون علم من إدارة الرجاء. لكن يبدو أن هاته
الأخيرة عقدت العزم على خوض معركة لاستعادة اللاعبين، حيث أن الإجماع وقع
على تصعيد القضية وإيصال أوراق هذا الملف إلى أعلى وأقوى منظمة كروية:
الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك لكي تبث (الفيفا) في أمر القضية وتمنح لكل
ذي حق حقه، وصاحب الحق هنا هو فريق الرجاء.

من دون حق قامت أندية قطرية بشراء لاعبين من مدرسة الرجاء، والكل يعلم
قيمة أن تكون واحد من المحظوظين بالانتماء إلى المدرسة التكوين الخاصة
بواحد من أقوى فريقين بالمغرب. وإدارة الرجاء لم تستسغ هذه الطريقة
اللامشروعة، فهي ليست ضد بيع اللاعبين لأي فريق سواء كان فريقا أو مغربيا
أو أجنبيا، لكنها ترفض إطلاقا أن تتنازل عن حقوقها التي يكفلها لها القانون
كونها كانت المسؤولة عن رعاية وتكوين هؤلاء اللاعبين.. وبالتالي. فليس من
المعقول أن تستحوذ أندية ما على لاعبين قاصرين دون أن تتلقى إدارة الرجاء
مقابلا ماديا، وبدل التغرير باللاعبين عبر عائدات البترول والغاز الطبيعي،
كان على هذه الأندية أن تراسل نادي الرجاء ممثلا في رئيسه والمكتب المسير
للاستعلام حول إمكانية شراء اللاعبين، لا أن تعمد إلى وسطاء ما هم في
الحقيقة إلا سماسرة «يسمسرون» في اللاعبين المغاربة الصغار كيفما شاؤوا،
ولا يهمهم إلا نصيبهم الدسم من الكعكعة. طبعا: عندما تتم الصفقة، ويمر كل
شيء على ما يرام، بعيدا عن أي وازع وطني...

الرجاء كمطالب بالحق المدني سيعتلي منصة المرافعة لاستعادة اللاعبين أو
الحصول على مستحقاته المادية من انتقال اللاعبين، دون أن ننسى أن الأندية
القطرية ستكون مجبرة على جبر الضرر وتعويض الرجاء. هذا إن أولت محكمة
(الفيفا) لهذه القضية نوعا من الاهتمام، ولم تركن هذا الملف في أرشيفات
الاتحاد الدولي لكرة القدم.. نظرا لأن المشكل أصبح أخطر من ذلك، ولا يتعلق
فقط بشراء اللاعبين بطريقة غير مشروع تماما.

فالظاهر أن أندية قطرية تسعى وراء مواهب صاعدة، حيث ستعمل على توفير كافة
الشروط المطلوبة التي يفتقدها لاعبونا بالدوري المحلي، حتى بالنسبة للكبار،
ولكن الباطن يقول أن عدم مرور هاته الأندية عبر الأعراف الكروي، يخفي شيئا
واحد.. وهو نية مبيتة من الأندية لاستمالة هؤلاء اللاعبين القاصرين
للموافقة على اللعب بالخليج، هذا سيترتب عنه مجموعة من الإغراءات التي ستصل
إلى حد منح اللاعبين للجنسية، تحت ذريعة الحصول على امتيازات أكثر.. وما
هي إلى خطوة شيطانية نحو غسل أدمغة لاعبين صغار وأولياءهم!!؟ ينجر هؤلاء
-وبكل عفوية- وراء المغريات، بالموافقة على حمل زي غير زي المنتخب المغربي
الذي يكفيه أن أوروبا تنهب مواهب تجري فيها دماء مغربية.

هذا يعني أن المسألة لم تعد فقط عملية بيع أو شراء قانونية أو غير
قانونية، وأن الرجاء لا يجب أن يكون الطرف الوحيد في هذه القضية.. وإذا ما
تأكد أن الهدف من وراء شراء اللاعبين القاصرين من أندية مغربية هو تجنيسها
للعب رفقة المنتخبات الخليجية المصابة بالعقم كلما تعلق الأمر بالمواهب
الصاعدة في كافة الرياضيات، وليس كرة القدم فقط. فإن المسؤولين على الرياضة
ببلادنا -وبصفة خاصة وزارة الشبيبة والرياضة- مطالبون بالتدخل وإيقاف دول
الخليج التي تستغل ثراءها الفاحش، لتغري بلاعبين ما زالوا في طور النمو ومن
السهل التغرير بهم عبر أوراق نقدية خضراء، وذلك لاستنزاف احتياط مركز
تكوين البيت الأخضر (الرجاء)، وقبله البيت الأحمر (الوداد)، إذا لم يتم وضع
حد لهذا الأمر. فنحن لسنا جيبوتي أو الصومال حتى نبيع فلذات أكبادنا مقابل
حفنة من الدولارات. دول فقيرة وقد تجد لها العذر إن فضل أبناؤها حمل
جنسيات أخرى، لكن المغرب يملك سيادة وقانونا يمنع استغلال مواطنيه في أي
مجال. وهو الذي ما فتئ يحارب ظواهر مشابهة كهجرة الأدمغة والكفاءات
المغربية إلى دول أجنبية، فليس غريبا أن تلهث دول الخليج وراء أبناء المغرب
لتمنحهم جنسياتها تخول لهم تمثيلها في كبرى المسابقات الرياضية سواء تعلق
الأمر بكرة القدم أو بألعاب القوى.

تعامل الرجاء بشكل حازم مع هذه القضية، يأتي في وقت كانت إدارة النادي قد
اتجهت مباشرة بعد تتويجها بلقب البطولة الوطنية السنة الماضية، إلى نهج
سياسة الاكتفاء الذاتي عبر الاعتماد على مدرسة النادي وتصعيد لاعبيها
الشبان المؤهلين لمجاورة الفريق الرجاء، لكن بدا لها أن هذه السياسة (سياسة
شبيهة بسياسة أرسنال الإنجليزي) لن تكون مجدية خاصة وأن الفريق كان مقبلا
على اللعب في ثلاث واجهات. وفي الوقت الراهن.. الرجاء يطرح المشكل أمام
الرأي العام الوطني وما على الأجهزة المسؤولة إلا التدخل لوضع حد لهذا
النزيف الذي ينخر جسم كرة القدم الوطنية، وإشعار مسؤولي الأندية القطرية
بحقيقة القاعدة التي تقول: «إذا دخلتم بيوتا فادخلوها من أبوابها».

صلاح الدين برباش

.:: الإعلانات والتبادل الإعلاني مع منتديات قاسمي نت ::.