الغائبون قسراً.

يترقَّب صائدو النجوم وعشاق كرة القدم البطولات الكبرى لتكون محطّة لولادة نجوم جُدد، ويتحسَّر آخرون على غياب نجومٍ كبار وصاعدين لأسباب مختلفة، لعلَّ أهمَّها عدم تأهُّل منتخباتهم إلى البطولات، وقد تكرَّر ذلك في منافسات كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية كثيراً.

ويُظهر تاريخ الكرة العالمية لاعبين عظماء غابوا عن المناسبات الكبرى لهذا السبب، ومن الأمثلة البارزة: الأسطورة الأفريقية الليبيري جورج وياه الذي لم يشارك في كأس العالم، وأسطورة نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي رايان غيغز الذي لم يظهر في كأس أمم أوروبا أو كأس العالم، والنجم الفرنسي الشهير إريك كانتونا الذي لم يلعب في كأس العالم أيضاً لكنه شارك في كأس الأمم الأوروبية عام 1996، ولن تشذّ النسخة القادمة من كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012"، عن هذه القاعدة.

الغياب الأزلي



رصْدُنا للنجوم الغائبين عن البطولة بسبب منتخباتهم يبدأ من منتخب ويلز، إذ يُجسِّد حالة فريدة، فهو رافد أساسي للدوري الإنكليزي، وقدَّم للكرة العالمية نجوماً كبار، لكنه فشل في التأهل ولو مرّة إلى نهائيات أمم أوروبا بينما حضر في كأس العالم مرة واحدة عام 1958.



وقد دفع ضريبة هذا الواقع لاعبون أمثال أيان راش أسطورة ليفربول الإنكليزي، ورايان غيغز أسطورة مانشستر يونايتد، والراحل غاري سبيد، ويأتي الدور الآن على نجوم الجيل الحالي، وجميعهم يلعبون في الدوري الإنكليزي بل هم من أبرز نجومه، إذ تضمّ القائمة جناح توتنهام هوتسبر غاريث بايل المطلوب لأكبر أندية العالم، ولاعب وسط آرسنال آرون رامسي، ومهاجم ليفربول كريغ بيلامي، ومهاجم نوريتش سيتي ستيف موريسون، ومدافع أستون فيلا جيمس كولينز، وحارس ولفرهامبتون واين هينيسي.



ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لمنتخبات الجزر البريطانية الأخرى، إذ أن منتخب ايرلندا الشمالية لم يتأهَّل هو الآخر على الإطلاق للبطولة الأوروبية، ويلعب معظم لاعبوه في إنكلترا، وأبرزهم مدافع مانشستر يونايتد جوني إيفانز، ومدافعا فولهام آرون هيوز وكريس بيرد، ولاعب وسط وست بروميتش ألبيون كريس برانت، إضافة للاعب رينجرز الاسكتلندي ستيفن دايفيز.



أما منتخب اسكتلندا الذي شارك مرتين من قبل في "يورو 1992" و"يورو 1996"، سيحْرِم من المشاركة كلاً من قائده لاعب وسط مانشستر يونايتد دارين فليتشر، ومدافع ولفرهامبتون كريستوفر بيرا، وقائد ويغان غاري كالدويل ولاعب وسطه شون مالوني، ولاعب وسط ليفربول تشارلي آدم.

القوى الجديدة

خَلقت الظروف السياسية بشكل مستمر مجموعة من المنتخبات الجديدة في أوروبا، نتيجة لتفكُّك عددٍ من الدول، فظهرت منتخبات سلوفينيا، سلوفاكيا، مونتينغرو، البوسنة والهرسك، مقدونيا، لكن يبقى أبرزهم المنتخب الصربي الذي يُعدّ مَنجماً للاعبين.



إذ يجمع هذا المنتخب الذي ورث عراقة "يوغسلافيا"، قائمة كبيرة من ضحايا الفشل بالتأهُّل، فمعظم لاعبيه ينشطون في الدوريات الكبرى ولم يشارك في آخر مبارياته الرسمية سوى ثلاثة لاعبين فقط من الدوري المحلي، ويأتي في طليعة نجوم هذا المنتخب قائده برانيسلاف إيفانوفيتش مدافع تشلسي الإنكليزي، وألكسندر كولاروف مدافع مانشستر سيتي الإنكليزي، وزميلهما في نفس الخط دوسان باستا لاعب أودينيزي الإيطالي، ونجوم خط الوسط ميلوسلاف كراسيتش لاعب يوفنتوس الإيطالي، وبوسكو يانكوفيتش لاعب جنوى الإيطالي، ورادوسلاف بيتروفيتش لاعب بلاكبيرن روفرز الإنكليزي، إضافة للمهاجم المتألق في صفوف أياكس أمستردام الهولندي ميراليم سليماني.



ويأتي بعده منتخب البوسنة والهرسك، الذي يعدّ من المنتخبات الصاعدة بحضور لافت في السنوات الأخيرة، وأبرز لاعبيه مهاجم مانشستر سيتي إدين دزيكو، ومهاجم شتوتغارت الألماني فيداد إيبسيفتش، وحارس ستوك سيتي الإنكليزي أسمير بيغوفيتش، ولاعب وسط روما ميراليم بيانيتش، ولاعب وسط دينامو موسكو زفيزدان مسيموفيتش، ومدافع إشبيلية الإسباني أمير ساهيتش.



وكان مُفاجئاً فشل المنتخب السلوفاكي بالتأهل بعد حضوره المُبهر في كأس العالم 2010، وأبرز لاعبيه نجم نابولي الإيطالي مارك هامسيك، ولاعب وسط إسبانيول الإسباني فلاديمير فايس، ومدافع ليفربول الإنكليزي مارتن سكرتل.



كما سيغيب مهاجما منتخب مونتينيغرو ميركو فوجينيتش لاعب يوفنتوس، وستيفان يوفيتيتش هدّاف فيورنتينا الإيطالي، وتشمل هذه الفئة أيضاً قائد منتخب مقدونيا غوران بانديف مهاجم نابولي الإيطالي، وقائد منتخب سلوفينيا سمير هاندانوفيتش حارس مرمى أودينيزي.

مرحلة التجديد



دفع منتخب تركيا ثمناً باهظاً لاعتزال معظم أفراد جيل ذهبي تألق في "مونديال 2002" و"يورو 2008"، فكان الغياب عن بولندا وأوكرانيا أمراً متوقعاً رغم وصول المنتخب للملحق واصطدامه بكرواتيا، وبالتالي سنفتقد لرباعي خط الوسط المحترف في الدوري الإسباني الذي يضمّ آردا توران وإيمري بيلزوغلو لاعبي أتلتيكو مدريد الإسباني، ومحمد طوبال لاعب فالنسيا الإسباني، ونوري شاهين لاعب ريال مدريد، والشقيقين حميد ألتينتوب لاعب وسط بيشكتاش وخليل ألتينتوب مهاجم أولمبياكوس اليوناني.



ورغم عدم ظهوره في البطولة الأوروبية منذ أن استضافها بالاشتراك مع هولندا عام 2000، إلا أن منتخب بلجيكا يُبشِّر بحضور واعد مستقبلاً، ولعل أكثر اللاعبين الذين كان الجمهور يتمنى مشاهدته في "يورو 2012" هو نجم ليل الفرنسي المتألق إدين هازار المُنتقل مؤخراً إلى تشلسي، إلى جانب قائد المنتخب مدافع مانشستر سيتي فينسانت كومباني، ومدافع آرسنال الإنكليزي توماس فيرمايلين ومدافع بايرن ميونيخ الألماني دانيل فان بويتن، ولاعب وسط إيفرتون الإنكليزي مروان فيلايني، ولاعب وسط تفنتي أنشخيده الهولندي ناصر الشاذلي، وجميع المذكورين في سن صغيرة لم تتجاوز 26 عاماً باستثناء فان بويتن (34 عاماً).

وضمن نفس الفئة يأتي منتخبا رومانيا وبلغاريا، وكلاهما يعاني من غياب نجوم مُلهمين كجيل التسعينيات، وأبرز من يُفتَقَد منهما، مهاجم مانشستر يونايتد البلغاري ديميتار برباتوف، ومهاجم تشيزينا الإيطالي أدريان موتو.