بحث حول اليوم العالمي للسيدا ... مرض المناعة المكتسبة

من طرف **بوح الليل** 2012-01-01, 12:44

حول اليوم العالمي للسيدا — 6
ديسمبر 2005

عن أي غرب تتحدث يا اياد…عن أي ايمان بالانسانية لديه
تحكي يا أخي..كل ما في الأمر هو أن الغربي يتكرم على ما خالف جنسه الآري بالعطف
المشوب احتقارا واحساسا بالتفوق والسمو..جرب ان تحسس الغربي بأنك واياه متساويان
في الحق بالتعبير عن وجودك والدفاع عنه…جرب أن تكون أنت، صافيا وواضحا ومؤمنا بحقك
في أن تكون.جرب وسوف ترى أن ذلك الغربي مهما علا صوته صادحا بكل الشعارات التي
أضحت بائدة يصبح ذلك الأقوى والأعتى والأكثر ظلما مهما برهنت على أنك تستحق
الاحترام…جرب ان تتصادم مصالحك أيا كان نوعها بمصالحه المقدسة مهما كان غباؤها
وسترى…أنا قبل وقت قصير كنت أؤمن بديمقراطية الرجل الغربي خاصة بعد الخمسينات من
القرن الماضي…أنا أعشق الغرب في فرنسا حد الغواية…ذاك ارث لا أقول لعينا مهما كانت
نتائجه فادحة لأنه علمني وأنا لا أدين الا لمن يعلمني…لقد كنت أعشق فرنسا ببرج
ايفيل ومتحف اللوفر ونهر السين و مرسيليا و بحيها اللاتيني وبكل معالمها وأشيائها
التي لم أعرفها في غير الكتب…مذ كنت طفلة كنت أجدني أكاد أرى رسامي ذاك الحي
ونحاتيه وشعراءه يحلقون مع الملائكة والشياطين وكل الذين أدركوا أسرار الله..احببت
ستاندال وروجي فايان ومارسال يانيول وزولا وموباسان وألبار كامو وعشقت جان بول
ساتر وسيمون دي بوفوارلأنهم هم وحدهم من جعلوني لا أنتمي لغير انسانيتي سواء بصفة
مباشرة أو غير مباشرة..هم علموني أن أكون أنا وأن أحب الآخر مثلما هو…الاختلاف لم
يكن أبدا مشكلة مطروحة في ذهني لذلك فأنا أتعامل غالبا على ذاك الأساس..ايماني
بأنني لا أنتمي لغير انسانيتي جعلني في كثير من المواقف أصدم في كل شيء وفي كثير
من البشر يدعون أنهم اصحاب قضايا راسخة في حين أن قضاياهم لا تتجاوز أنفسهم
الصغييييييييييرة التي يرونها شاسعة الى حد أن الكون لا يتسع لها…الغربيون مملوؤون
بذواتهم الى درجة تجعلهم لا يكرسون تقدمهم العلمي الا لفائدة مصالحهم الشخصية أو
لقهر من خالفهم الرؤية…أنا لا أؤمن عادة برجال السياسة مهما تظاهروا بحسن نواياهم
وتفانيهم في خدمة شعوبهم المعزولة شرقا وغربا وجنوبا وشمالا وأرضا وسماء وجنة
وجحيما ذلك أنه ليس هناك أقذر من ألعاب السياسة في كل الأزمنة…أنا كنت أؤمن بعدالة
المثقف الغربي وبسعة آفاقه وحسن نواياه وتفانيه في الاخلاص لانسانيته وما حدث أن
كل ما كنت أراه كان محض خيال…محض خيال يا اياد ويا سمير…المثقف بالنسبة لي هو من
مقدسات العالم وليذهب من يراني غبية في حسن نيتي الى الجحيم…ليس هناك أقدس وأجمل
وأصفى من مثقف حقيقي…كل ما عداه زيف وكذبة لا تلبث مهما علا صوتها أن تخرس…المثقف
هو ذلك الذي يملأ داخله النور ،النور الصافي الذي ينعكس على العالم كي يجعله
أبهى…أنا يا اياد مثلما أكتب باللغة العربية وجدتني أيضا أنفث همي كلمات
بالفرنسية…منذ أقل من سنة تعرفت على واحد من أهم المواقع للكتاب الفرنسيين راسلته
فنشر لي نصوصي واحتفى بي احتفاء لم أتخيله …يجب أن لا أكذب في ذلك… ولأنني كنت قبل
ذلك التاريخ أعيش موتي لفرط احساسي بلا جدوى كل الأشياء صرت مدينة لذاك الموقع
الذي نشر لي مع ما نشرت لي متزامنة معه مجلة كيكا الغالية …صرت مدينة لكليهما الى
درجة لا يتصورها العقل..المهم أن الأمور مضت جيدة لعدة شهور فأنا لي أصدقاء كثيرون
رائعون في ذلك الموقع والذين منهم شاعر مغربي وشاعران جزائريان…كل شيء كان عاديا
الى حين قرأت قصيدة أهدتها شاعرة يوغسلافيية على ما أذكر الى الشاعر الجزائري
عنوانها ” فلنعط …فلنعط خبزا ” فكان أن سأل أحد الشعراء بأسلوب لا يخلو من القرف
عمن يكون هذا الشاعرثم سألها المشرف بسخرية جارحة عن هؤلاء الذين يمكن أن
نعطيهم..,أجبت أنا الشاعر الأول بأن من أهديت اليه القصيدة شاعرينشر كل يوم أكثر
من قصيدة أحيانا وهو جميل رغم مباشريته لأنه يكفيه فخرا انه صوت صادق يعري الواقع
وأجبت المشرف بأن العالم بخير وأن على الذين لا يملكون مالا كي يشتروا خبزا أن
يأكلوا البسكويت ..هل ارتكبت خطيئة مع الذين امتلكوا رقابنا لأنهم يشرفون على
مواقع واخترعوا أدوية يحتكرونها لأصحاب المليارات واخترعوا قنابل يبيدون بها
الأطفال أحبة الله عندما أبديت رأيي؟هل أخطأت في حق الذين يتاجرون بانسانية البشر
وهم يصيحون ملء عمائهم بأنهم حماة الكون…عن أي انسانية تتحدث يا اياد…عن أي علم
تتحدث يا سمير…أي ديقراطية تغنون يا اصدقائي الجميلون…المزية الوحيدة لعلمهم هي
أنني الآن أحدثكما…لست بحاجة لأدويتهم ولا لما فاض عليهم من فتات موائدهم وأغذيتهم
ذاك اذا تكرموا به علينا…لست بحاجة لما يسوقونه لنا من أفكار مسمومة…لست بحاجة لما
يجرعوننا اياه من احساس بالامتهان…أعرف أن المجال لا يتسع للحكي لكنني لا بد أن
أكمل ما بدأت باختصار…بعد بضع دقائق وصلتني رسالة الكترونية من المشرف على المنتدى
يوبخني فيها مدعيا أنني منحازة الى أبناء جلدتي في تعليقاتي وحبي لهم في حين أنني
والله العظيم أحب الجميع…قال لي أيضا انني مغرورة وانني يجب ان أعتذر له أمام
الجميع ولأنني لم أرتكب اثما واجهته باللامبالاة وتطورت التعاليق الى شقين كل
يدافع عن وجهة نظره ويبدو من ردود المعنيين أن ذلك أربكهم الى حد وصلت قراءات النص
والتعاليق الى أكثر من مائتين بعد أن كانت لا تتجاوز العشرة وصرت المستهدفة وكأنني
بؤت بدم بريء…الذي سياتي هو الأدهى..في نفس اليوم نشرت شاعرة كورسيكية قصيدا عن
أبناء القوقاز فعلقت عليها بان أبناء القوقاز ليسوا وحدهم ضحايا هذا العالم البشع
بل هناك أطفال العراق وأطفال أفغانستان وفلسطين والبوسنة والشيشان وأطفال الكون
كله في بلدان تصرخ أسماؤها وجعا وأخرى تأبى أن تعطي أسماءها رعبا…كل الأطفال
ضحايا طالما أنهم غييبوهم عن ذواتهم وهمشوهم وعبثوا بمقرراتهم الدراسية وبمناهجها
وجعلوا منهم ألعوبة قذرة يمارسون عليها تجاربهم العقيمة…في نفس الليلة والله ولا
أدري الى الآن ما علاقة هذا بذاك فأنا لم أذكر نظاما معينا و لنا مثل يقول “الذي
أصابه جرب تحكه ابطاه”وقع نشر في أقل من نصف ساعة ثلاث قصائد “اسرئيل” و “أورشليم”
و”بطاقة بريدية من أورشليم” وذاك ما لم يحدث طوال معاشرتي للموقع وأحسست أن الأمر
لم يعد يتعلق بوجهات نظر وبثقافة وبديمقراطية وكل شيء
أضحى قصيدة مهزلة مضحكة مبكية …المهم منذ ذلك اليوم
وقع حذف النص الذي أثار الشبهات كما أنه وقع منعي من دخول المنتدى الى حين اتصالي
بالمشرفين والاستفسار عن الأسباب وتسوية وضعيتي كما ورد في رسالة وجهت الي وقد بقي
الآخرون كما أن نصوصي القديمة ظلت هناك كما هي وكأنني أنا من تلقاء نفسي لم أعد
أرغب في المشاركة…تلك حقيقتهم يا اياد التي يدعون أنهم يمتلكونها … تلك
ديمقراطيتهم يا اياد…ذاك هو الحب الذي يحملونه للأجناس الأخرى صافيا…والله أقولها
وأنا كلي ايمان بنفسي انني لا أرثيني رغم أنه كان بييد المشرف أن حرمني من اصدقائي
ومن الذين أحبهم وهو الذي جعلني أقرف من كتابة جملة واحدة باللغة الفرنسية…أنا
أرثيه هو لأنه مسكين فعلا عندما يتوهم أنني قد أكون كائنا مخيفا لمجرد رأي قلته
…أنا أدركت منذ تلك الحادثة أنني الأقوى وأنني فعلا قد أكون كسبت التحدي وان كان
تحديا لا يمكن أن يحقق شيئا يذكر الا أنه علمني أن الديقراطية كذبة يتشدق بها
المثقف الغربي وليس رجل السياسة فقط تلك آخر الاثافي…شكرا

.:: الإعلانات والتبادل الإعلاني مع منتديات قاسمي نت ::.